بسم الله الرحمن الرحيم

| 0 التعليقات ]

                                                       
                                  للحقية أكثر من وجه..!!

     يحكى أن ثلاثة من العميان دخلوا غرفة بها فيل، وطلب منهم أن يكتشفوا حقيقة هذا الفيل.. فالأول تلمس جانب الفيل فقال: إنه يشبه الجدار، وأما الثاني فقد تلمس رجله فقال: إنه يشبه جذع الشجرة، والأخير تلمس خرطومه فقال: إنه يشبه الثعبان.
وهذه القصة تعطينا الحقيقة التي لا نعيها جيدا، فمهما كانت لدينا من حقيقة إلا إننا لا نملك الحقيقة بأكملها، فهناك أكثر من وجه للحقيقة، وما يزيد فتيل الصراع بالأحقية المطلقة العيش في العزلة التي ينحسر عندها ضوء الحوار، والتي لا تسمح به أصلا.. فكيف لك اختراق حواجز الانكفاء، والانغلاق على الذات المشبعة بالترسبات الطويلة، والقناعات المتعجرفة، والتي ألقت بظلالها، وأدت إلى ما يمكن تسميته بالخطوط الحمراء، والتي لا يمكن تغيير إطارها العام في صورته الحقيقية؟
هذه السياسة الرافضة لأي تطور، أو تغيير قد تولدت وتمخضت نتيجة الحرب الدائمة مع الرأي الآخر، متوهمة بأنها هي الوحيدة التي تملك الحقيقة المطلقة ليس بالحجة، والمنطق، وإنما بالقوة، واستخدام أساليب التشويش، والتنقص، وذر الرماد في العيون، وتمييع الآراء ووجه الحقيقة الآخر، والانصراف إلى جدليات بيزنطية، والعودة للمربع الأول الذي لا يسمح بالتغيير مهما كانت دوافعه، وحاجته، وإن رأى أن الحقيقة بدأت ترى من وجه آخر أقوى تركك قائما وقال: هذا فراق بيني وبينك!
هذه النظرة الأحادية والوصاية المقيتة، والعزلة هي المسؤولة عن قصور الفهم، والإدراك، وتحنط الفكر، والإبداع، وضموره الذي لا يمكن له النهوض في ظل قنوات ضيقة لا تسمح بالرؤية والاستطلاع بدلا من التورع المظلم، والخوف من أي جديد، والفزع من أي كتاب، أو رأي يخالفنا، وبعد هذا كله، هل نملك الحقيقة كاملة..؟!


التعليقات : 0

إرسال تعليق


أخي الكريم، رجاء قبل وضع أي تعليق ان يكون في حدود الادب والذوق العام، حوله .
الروابط الدعائية ستحذف لكونها تشوش على المتتبعين و تضر بمصداقية التعليقات.

المشاركات الشائعة