بسم الله الرحمن الرحيم

| 0 التعليقات ]

                                                    
                                            على حافة الموت ..!!

     محزنة مشاهد التجمعات خلف سيارات ضاقت بأصحابها، وهي تتمايل يمنة ويسرة وتلتف في سرعة وجنون، ويحاول العابرون الهرب منها خوفا من تبعات حادث أليم قد يكونون فيه ضحية لا ذنب لهم فيها.. كل هذا وأكثر من أجل لعبة التفحيط الخطرة.. وحين تتأمل تلك المشاهد المهيبة تدرك تماما بأن عقول وقلوب أصحابها فيها من الجسارة والتحدي ما يكفي أن يقدموا لنا الموت مجانا دون أي وجه حق لأنفسهم في تارات، ونفوس الناس وكأنها قد رخصت في تارات كثيرة.
وما هي إلا العودة لأفلام التفحيط سواء في «اليوتيوب»، أو روابط المنتديات.. أو مواقع التواصل الاجتماعي حتى تشعر بأن التفحيط هو اللعب على حافة الموت.. وإن التأجيج له، والتصفيق، والتصفير له ليس إلا من مراهقين «يصورون ويحملون ويوزعون...»، لتتلقفها أيادٍ وأفكار مراهقة عابثة لا تدرك خطورة هذه المقاطع، وتأثيرها الكبير في نفوس المراهقين الغافلين.
وهكذا تزداد شهرة ذاك المفحط يوما بعد يوم حتى يصبح «البعبع» الذي لا يهاب، ولا يخاف الدوريات الأمنية على منوال «أبو كاب، الزاحف، العربجي، أبو شنب»، والكثير من القصص التي تدمي القلوب، وتدمع العيون قد أزهقت النفوس بسبب نزوة شيطانية، أو لحظة مسافرة في ظل غياب أسري عن مراقبة أبنائهم، ومع من يسيرون، تلك المراقبة التي انكفأت على نفسها، وركنت إلى الوعظ، والنصيحة التي باتت أضعف من عابث وجد مسرحا للفوضى، وإثارة الشغب، والهياط المراهقي، تلك الفئة التي تجد في التفحيط ملاذا وتنفيسا سواء كانت سائقة، أو متفرجة لو وجدت من يتبناها ويدعم توجهها تحت مظلة النظام، ومرجعية رياضية تهتم بالراليات، والتحديات، وربما صنعنا رياضة جديدة، وصنعنا فكرا تفحيطيا راقيا يفصله عن متابعيه حواجز نظامية تحول بينهم وبين اللعب على حافة الموت.. والقضاء على لعبة «توم وجيري» بين المفحطين، ورجال المرور..؟!.
 


التعليقات : 0

إرسال تعليق


أخي الكريم، رجاء قبل وضع أي تعليق ان يكون في حدود الادب والذوق العام، حوله .
الروابط الدعائية ستحذف لكونها تشوش على المتتبعين و تضر بمصداقية التعليقات.

المشاركات الشائعة