بسم الله الرحمن الرحيم

| 0 التعليقات ]

                                                                    
                                        خلك ذيب ..!!

حين يتبادر لذهنك سؤال عابر.. بريء؛ كي تستفسر عن مشروع أو إنجاز عمل معين. قد تجد من ينقذك من حيرتك. فإما أن يكون متشددا من زمن الديناصورات، على طريقة افعل، ولا تفعل والنظام يسمح بكذا، ولا يسمح بكذا، وانتبه ترى المدير يحب ذا، وما يحب ذاك.
وما زال يسترسل منهمكا في حديثه، وقد انحنى عليك تأديبا وتأنيبا وما يزال شماغه المهترئ يعلو، وينخفض، وثوبه المنهك يرفرف جليا، حتى إطار نظارته ما زال يعج بتجاعيد الخريف، وأتربة الماضي، ومعها لم يعد قادرا على مجابهة العصر، فالتقليدية المتخوفة، والكلاسيكية الرتيبة تحبطك وتغثك، وتضيق خاطرك.
أو أن يكون مستهترا، لا يكترث كثيرا بمن حوله من بشر، ومكاتب، وأنظمة، فالثغرات لا يمكن تجاهلها، وكل قانون له ثغرة من الممكن القبض عليها؛ كي يدافع بها عن ضياعه، وإهماله في عمله من تسيب، وغياب، وحين يواجه ويحاصر بتلك الشواهد لا يجعل لك فرصة ويهاجم، وينافح، ويصرخ، وينفجر: طيب إيش رأيك في كذا، وكذا، وكذا، فيشعر بها مديره، ومدى الخطورة التي تحدث عنها، ليبدأ معها، في الطبطبة، والابتسامة الصفراء: لا، لا، لا يا بو فلان.. تراك فهمت الموضوع خطأ، قصدنا كذا، وكذا، وتراك غالي.
ينتهي الحوار، ويرى كل منهما أنه قد انتصر، وبقيت القضية برمتها تائهة، وضاعت الحقيقة الصادقة، في شفافية صدام مدير، وموظف.
فيظهر ثالثة الأثافي، ويهدئ الوضع المحتقن، على طريقة «كل واحد يصلح سيارته»، فتارة يغمض لهذا، وتارة يلمز لذاك وينتهي الحوار، والكلام على عواهنه، فيقدم لك الحل، لا تكن متشددا بالنظام، وإنما روح النظام، ولا تكن متسيبا، بل تارة هيك، وتارة هيك، و «يقلب كفيه» يا بو.. «خلك ذيب»، وقد بدأ يحملق فيك، ويرفع حاجبيه.. سبع عمرك، إن لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب، ولكثرة ما استخدموا هذا المثل، تمنى صاحبه لو أنه سكت، فتبقى في صراعات مع نفسك، وأزمة حل، فالكل يقنع بما يتحدث، وبقيت الحقيقة تبحث عن حقيقة مجتمع يبدأ الإصلاح من باطنه، وليس من ظاهره، ويضعف عند أول مواجهة..


التعليقات : 0

إرسال تعليق


أخي الكريم، رجاء قبل وضع أي تعليق ان يكون في حدود الادب والذوق العام، حوله .
الروابط الدعائية ستحذف لكونها تشوش على المتتبعين و تضر بمصداقية التعليقات.

المشاركات الشائعة